إبراهيم بادي الحياة - 21/01/07//
هل «يُدمّر» التلفزيون الكتاب؟ في البداية نشاهد مسلسلات وأفلاماً (سينمائية). نقرأ قصةً وحبكةً وعمقاً. يُكتب كل ذلك، بلغة الصورة التي تختزل كثيراً من ثرثرة الكتب. أحياناً تثرثر الصورة أكثر من الكتب. وأحياناً تكون أكثر عمقاً.
كل شيء موجود في التلفزيون: الشعر، القصة، الحوار، الوثائقيات، التأريخ، حتى المسرح لكن ربما بوجه آخر... مكتبة أدب وفن على موقع الإنترنت لا تبيع الكتب فقط. تبيع أقراصاً مدمجة تحوي أفلاماً وثائقية أنتجتها قنوات. تبيع مسرحيات صُورت للتلفزيون. تبيع كليبات صُورت للتلفزيون، أيضاً.
لا يُزعم، هنا، أن التلفزيون أعمق، لكن كما كانت هناك هجمة شرسة على إنتاج الكتب «ممن هب ودب»، كانت هناك هجمة شرسة على إنتاج صورة «ممن هب ودب». هكذا يقولون. ربما يأتي يوم تصبح فيه الصورة أكثر عمقاً. اليوم، سواء كانت «عميقة» أم «سطحية»، لا يزال هناك من يفضلها، أو يستسهلها. هي - الصورة - الأوسع انتشاراً مقارنة بالكتب (هل نحتاج إلى إحصاء دقيق لإثبات ذلك؟) على الأقل في عالمنا العربي.
رواية «عطر» لباتريك سوسكند تحولت إلى فيلم سينمائي أخيراً. قبض سوسكند، مقابل التنازل، 10 ملايين يورو! قبلها، تحولت «شيفرة دافينشي»، لدان براون، إلى صورة سينمائية. على المستوى العربي، تحولت «عمارة يعقوبيان» لعلاء الأسواني، إلى فيلم، مقابل مبلغ لم يتجاوز 10 آلاف دولار. وقريباً ستكون مسلسلاً في رمضان. ولا تزال السعودية رجاء الصانع تفاوض وتشترط مبلغاً يتجاوز نصف مليون دولار مقابل تحويل «بنات الرياض» إلى مسلسل. بينما صرح الروائي السعودي تركي الحمد أن «ريح الجنة» ستكون فيلماً قريباً، و «جروح الذاكرة» ستتحول إلى مسلسل.
هذه أمثلة حديثة، وقليلة، وإلا فمكتبة التلفزيون والسينما العالمية والعربية، تعج بصور كثيرة جاءت من روايات.
ماذا عن العملية العكسية - نقل الصورة إلى كتاب؟ هل هي مخاطرة؟ هل يجني الكتاب من القراء مقدار ما تجني الصورة من الإعلانات؟ ربما كان النقل ضرورة للتوثيق (أليست الصورة توثيقاً في حد ذاته؟).
سيُفاجئ (لم تعد مفاجأة، بعد نشرها) الإعلامي السعودي المعروف تركي الدخيل، جمهوره ومتابعي برنامجه الأسبوعي «إضاءات»، بكتاب يحوي حلقات «إضاءات». ليس كتاباً واحداً، بل كتب (مجلدات) مؤلفة من أجزاء. سيضم الكتاب عشر حلقات أو عشرين حلقة، أعيدت صياغتها ورتبت. مع الكتاب قرص مدمج يحوي الحلقات الموجودة في الجزء. يمكن شراء كل جزء على حدة.
الخطة أن يظهر الكتاب في معرض الرياض المقبل. سيكون إلى جانبه كتاب جديد للدخيل - بعد ذكريات سمين سابق – يحمل عنوان «سعوديون في أميركا».
ماذا بعد نقل حوارات الدخيل في «إضاءات» إلى كتب وأقراص مدمجة؟ هل يتبعه آخرون أنتجوا برامج حوارية؟ هل يتحول، مثلاً، برنامج «خليك في البيت» إلى كتاب، خصوصاً أنه اختتم سنواته العشر قبل أسبوع؟ من سيجازف ومن سيدفع؟ ربما المهم أن يكون البرنامج ناجحاً. هناك صحافيون كثر جمعوا حواراتهم في كتب. كم مقدم برنامج سيجمع حلقاته في كتاب بعد تجربة «إضاءات»؟ هل افتتح الدخيل ظاهرة سنشهدها في الأعوام المقبلة؟ إذا بدأت متى تنتهي؟
حسناً... ماذا عن الأفلام والمسلسلات؟ هل يفكر أحد، يوماً ما، في تحويل فيلم أو مسلسل إلى رواية؟ هل يُجدي ذلك؟ ربما، لو كان الفيلم أو المسلسل، ناجحاً؟ تخيلوا، رواية تحمل عنوان «الأصدقاء»، مقتبسة من المسلسل. كم ستبيع هذه الرواية في كل اللغات؟
من سيبدأ؟
2 comments:
اولاً انا عايز اعرف معنى ابراهيم .... معايا
ثانياً اهنيك على متابعتك الجيده للحركه الروايات
ثالثاً الافلام و المسلسلات دلوقتى اتحولت لتجاره فى المقام الاول و علشان كده بيدفعوا كتير فى الروايات الكويسه
ولكن العكس صعب جداً يحدث
تحياتى
في دولة عربية ... أشك أن يحصل ذلك
لكن في الخارج كثيراً ما تتحول الأفلام إلى كتب. هناك مثلاً سلسلة كتب حرب النجوم
Star Wars
التي كتبت خصيصاً بعد نجاح الأفلام
وعلى فكرة، هذه الكتب كثيراً ما تجني أرباحاً تقترب مما تجنيه الأفلام نفسها عبر شباك التذاكر. ذلك أن من رأى الفيلم وأعجبه يهتم باقتناء الكتاب وقراءته
Post a Comment