يوسف إدريس آخر؟ ــ كتب :مصطفي الحسيني :أخبار الأدب
السؤال هو لماذا لم يجد حسام فخر (وكثيرون غيره دون شك) ما حظي به يوسف إدريس والنابهون من أبناء جيله من حفاوة؟ هل يمكن القول أن هذا هو الفرق بين المناخ الثقافي عندنا في ذلك الزمان وفي هذا الزمان؟ذات مساء، في النصف الأول من خمسينات القرن الماضي، شهد هذا الكاتب بعينيه وسمع بأذنيه طه حسين يقول ليوسف إدريس، بلهجة المعلم ونبرة السيد اللتين كان يلجأ إليهما أحيانا إظهارا للتقدير والود: لن يكتب مقدٌمة كتابك الأول سواي. وقد كان. صدرت المجموعة الأولي من قصص يوسف إدريس أرخص ليالي تتصدرها مقدمة كتبها السيد العميد.وانتبه: في ذلك الوقت كانت الحركة الأدبية في مصر يستغرقها جدل لم يبرأ من الحدة بل مارسه بعض أطرافه بغير قليل من لدد العداوة. كان الجدل يدور بين جيلين: الجيل الذي كان طه حسين أنصع أعلامه والجيل الذي كان يوسف إدريس من أكثر ومضاته جاذبية. وكان استخدام العامية في الأدب خصلة من ذلك الجدل. وفيها كان علي طرفي نقيض، شيخ الشباب المهيب والكاتب الذي كان ظهوره في أفاق الحركة الأدبية منعشا لها دون خلاف.
***لكن يبدو أن حسام فخر ظهر في زمن لا يكرٌمه قرين لطه حسين. وبالتالي لم يحظ باستقبال مفعم بحفاوة يستحقها.من هو حسام فخر؟ لا يستطيع هذا الكاتب إلا أن يقول أنه لا يعرف، أو بالأحري أنه يعرف القليل الذي فاجأه واستمتع به وأنعش أمله في مستقبل الأدب في مصر، بعد أن قرأ الكتب الثلاثة الصغيرة الحجم التي صدرت له حتي الآن: وجوه نيويورك (2004) ، يا عزيز عيني ( 2006 ) ، حكايات أمينة (2007 ). كما عرف بعد تحري مقتضب أن رغم أنه في عين القارئ وإدراكه كاتب مستجد وبالتالي لا بد أن يكون شابا مثلما كان يوسف إدريس عندما نشر له نادي القصة مجموعة أرخص ليالي، أي حول منتصف العشرينات، لكنه صدم عندما قيل له أنه علي مشارف الخمسين، وأنه يعيش ويعمل منذ شرخ شبابه في الولايات المتحدة في نيويورك التي يهدي إليها مجموعته الأولي وجوه نيويورك ويراها مدينته الحبيبة التي فقدها !
***هل من صلة بينه وبين يوسف إدريس استدعت هذا التداعي؟اجتهاد هذا الكاتب هو: نعم! كان ما جعل يوسف إدريس مفاجأة باقية هو أنه أمتع قارئه ليس بالحكاية، إنما بكيف يحكيها. هذه هي أرخص ليالي وهذه هي بالذمة والأمانة و لغة الآي آي و أليس كذلك؟ وغيرها وغيرها بما يكاد يشمل مجمل عمله. بلمحة واحدة يغوص إلي أعماق النفس وينسج معها معالم وجدان وحياة.هذا ما يفعله حسام فخر في زمن آخر وفي بيئة أخري ومن بيئة أخري، بيئة المغترب الذي بكٌّر إلي الاغتراب وطال به دون أن يفقد شيئا من ما غرست تربيته وبيئته الأصلية في وجدانه. وأيضا مثل يوسف إدريس تراه يطعن بحربة نفاذة لكنها ناعمة لا تجرح ولا تؤلم، بل تلقي أضواء كاشفة لا تبهر النظر، حتي يستطيع القارئ أن يري.
***لماذا تأخر هذا الكاتب حتي نشر وهو يقترب من منتصف أربعيناته؟سؤال مفتوح للتخمين والرجم : اغترابه؟ تأخر إدراكه لموهبته؟ كسله؟ ضيق فرص النشر وما في شروطه من حيف علي حقوق الكجتٌاب؟ ارتباكات ( لفظ مخفف) المناخ الثقافي؟ هذا وغيره وارد.لكن السؤال الأهم هو لماذا لم يجد هذا الكاتب ( وكثيرون غيره دون شك) ما حظي به يوسف إدريس والنابهون من أبناء جيله من حفاوة؟هل يمكن القول أن هذا هو الفرق بين المناخ الثقافي عندنا في ذلك الزمان وفي هذا الزمان؟ألا يصلح هذا السؤال الأخير لقدح جدل منعش ومفيد بين عصرين؟ولعل هذا هو سبب الكتابة عن حسام فخر.
***لكن يبدو أن حسام فخر ظهر في زمن لا يكرٌمه قرين لطه حسين. وبالتالي لم يحظ باستقبال مفعم بحفاوة يستحقها.من هو حسام فخر؟ لا يستطيع هذا الكاتب إلا أن يقول أنه لا يعرف، أو بالأحري أنه يعرف القليل الذي فاجأه واستمتع به وأنعش أمله في مستقبل الأدب في مصر، بعد أن قرأ الكتب الثلاثة الصغيرة الحجم التي صدرت له حتي الآن: وجوه نيويورك (2004) ، يا عزيز عيني ( 2006 ) ، حكايات أمينة (2007 ). كما عرف بعد تحري مقتضب أن رغم أنه في عين القارئ وإدراكه كاتب مستجد وبالتالي لا بد أن يكون شابا مثلما كان يوسف إدريس عندما نشر له نادي القصة مجموعة أرخص ليالي، أي حول منتصف العشرينات، لكنه صدم عندما قيل له أنه علي مشارف الخمسين، وأنه يعيش ويعمل منذ شرخ شبابه في الولايات المتحدة في نيويورك التي يهدي إليها مجموعته الأولي وجوه نيويورك ويراها مدينته الحبيبة التي فقدها !
***هل من صلة بينه وبين يوسف إدريس استدعت هذا التداعي؟اجتهاد هذا الكاتب هو: نعم! كان ما جعل يوسف إدريس مفاجأة باقية هو أنه أمتع قارئه ليس بالحكاية، إنما بكيف يحكيها. هذه هي أرخص ليالي وهذه هي بالذمة والأمانة و لغة الآي آي و أليس كذلك؟ وغيرها وغيرها بما يكاد يشمل مجمل عمله. بلمحة واحدة يغوص إلي أعماق النفس وينسج معها معالم وجدان وحياة.هذا ما يفعله حسام فخر في زمن آخر وفي بيئة أخري ومن بيئة أخري، بيئة المغترب الذي بكٌّر إلي الاغتراب وطال به دون أن يفقد شيئا من ما غرست تربيته وبيئته الأصلية في وجدانه. وأيضا مثل يوسف إدريس تراه يطعن بحربة نفاذة لكنها ناعمة لا تجرح ولا تؤلم، بل تلقي أضواء كاشفة لا تبهر النظر، حتي يستطيع القارئ أن يري.
***لماذا تأخر هذا الكاتب حتي نشر وهو يقترب من منتصف أربعيناته؟سؤال مفتوح للتخمين والرجم : اغترابه؟ تأخر إدراكه لموهبته؟ كسله؟ ضيق فرص النشر وما في شروطه من حيف علي حقوق الكجتٌاب؟ ارتباكات ( لفظ مخفف) المناخ الثقافي؟ هذا وغيره وارد.لكن السؤال الأهم هو لماذا لم يجد هذا الكاتب ( وكثيرون غيره دون شك) ما حظي به يوسف إدريس والنابهون من أبناء جيله من حفاوة؟هل يمكن القول أن هذا هو الفرق بين المناخ الثقافي عندنا في ذلك الزمان وفي هذا الزمان؟ألا يصلح هذا السؤال الأخير لقدح جدل منعش ومفيد بين عصرين؟ولعل هذا هو سبب الكتابة عن حسام فخر.
No comments:
Post a Comment