Monday, April 23, 2007

عصر الجماهير الغفيرة ..جلال أمين

اضغط على الصورة لتحمـيل الكتـاب :)
كتب د.أيمن محمد الجندي : المصريون بتاريخ 18 - 4 - 2007

أتمنى أن يقرأ الدكتور جلال أمين هذا المقال ليعرف كم أستمتعت بكتابه ( عصر الجماهير الغفيرة ) حتى أنني كنت أدخره للمساء مشفقا أن انتهي منه بسرعة ..كم هو إنسان جميل وراق !!..هذا التعاطف مع الطبقات الفقيرة والمهمشة ..هذا الحب الواضح لمخلوقات الله ..هذا الأمتزاج بالكون ..إعراضه عن كل تافه وإهتمامه بكل ما هو أصيل .وإذا تذكرنا المنشأ الطيب سهل علينا فهم روحه المتسامحة..فجده العالم الورع .. المتهجد المبتهل ..الزاهد المستغفر ..المعرض عن الدنيا وزخرفها ..الدين حياته وخلاص روحه غايته ..أما أبوه فهو الكاتب الإسلامي أحمد أمين ..المفكر الجاد في سبيل إصلاح أمته الضعيفة ، يفسر ضعفها بفساد نظام الحكم ونفاق رجال الدين الذين شايعوا الحكومات الظالمة ..وحتى حينما يلتقط صورة تذكارية بمناسبة زواجه فكل ما يفكر فيه أن يكتب خلف الصورة " أرجو من الله أن يعينني على القيام بعمل عظيم أخدم به أمتي" .ميول جلال أمين اليسارية كانت إنحيازا واضحا للفقراء لا خصاما مع الدين والله.. أنا لا أجد أي مشكلة في التعامل بمرونة مع الفكر اليساري والإقتباس منه بإعتباره منجزا بشريا لا يخلو من الحكمة..حينما يقول ماركس " الدين أفيون الشعوب " لا أتردد في رفض مقولته ..لكني أنصت له حينما يعتبرالدولة أداة للطبقة العليا في قهر سائر الطبقات ..والذين يتصورون أنها تستطيع القيام بالحكم بين الطبقات أو تنحاز للطبقات الدنيا واهمون ويطلبون المستحيل .المشكلة تأتي حينما تتحول الماركسية من إنجاز بشري لمعتقد ، حتى أن صديقي قال ذات مرة في مزاح أقرب للجد " مشكلة الماركسية اعتقادهم أن من لا يؤمن بالماركسية سيدخل النار !!"..................عصر الجماهير الغفيرة ..أو الآثار المترتبة على زيادة حجم السكان من بليون ونصف في بداية القرن العشرين إلى ستة بلايين في نهايته .. زيادة - ليست في الحجم المطلق فحسب بل في النسبة الفعالة منهم - ترتب عليها تغيرات عميقة في كل نواحي الحياة ..الكتاب شيق فعلا ..يذكرني الأستاذ جلال أمين بشخصية " مس ماربل " اللطيفة التي أبدعتها الكاتبة البوليسية البريطانية " أجاثا كريستي " وهي تعتقد أن كل ما يحدث في العالم سبق له الحدوث في قريتها الصغيرة الهادئة ..من ثم فهي تستطيع أن تفسر لغز أي جريمة تحدث في العالم .. أستاذنا الجميل فعل نفس الشيء ..مارس علم الإجتماع من خلال ذكرياته الشخصية ..هذا أضفى بعدا حميما وجاذبية لا توصف على كتاباته .............يقول الأستاذ أنه حينما ركب الطائرة منذ خمسين عاما كان واحدا من الأرستقراطية التي يجب على مضيفة الطائرة تدليلها ..ذلك أن ركاب الطائرات في هذا الوقت كانوا قلة ضئيلة جدا ..اليوم حينما يجد نفسه واقفا في طابور طويل أغلبه من العمال والحرفيين في طريقهم إلى الخليج يجد أن معاملة المضيفة تغيرت فصارت تلقي بصواني الطعام بدون حتى ابتسامة بعد أن تحول ركاب الطائرات من أرستقراطية العالم إلى جماهير غفيرة ..يقول أيضا انه رأي تمثال الرحمة الشهير لمايكل أنجلو في روما منذ خمسين عاما على مسافة خطوة أو خطوتين ..واليوم حينما حاول زيارته وجد التمثال محاطا بسياج منيع ..ووجد نفسه أيضا واحدا وسط مئات.. نفس الكلام يمكن أن نقوله نحن عن الكعبة المشرفة وسهولة تقبيل الحجر الأسود في الماضي بالمقارنة للجماهير الغفيرة الآن . هذه ظاهرة مؤسفة ومفرحة في الوقت نفسه ..فبقدر ما ضربت الصفوة تحررت الجماهير الغفيرة ..ربما لم نعد الآن أسعد مما كنا في الماضي ولكن المؤكد أن ما كان مقصورا على القلة أصبح في متناول الكثيرين ..والسبب لا يرجع فقط لتطور الصناعة في المجتمع الغربي أو نهوض الدولة لمسئولياتها في المجتمع الأشتراكي بقدر ما يرجع إلى أن التكنولوجيا تطورت بحيث أصبح الإنتاج بالجملة ضرورة ..وصار تصريف تلك البضائع يحتاج إلى توسيع نطاق السوق وفتح ميادين جديدة لتسويق هذه السلع المنتجة ..وما كان ليس في مصلحة السادة منذ عقود قليلة صار اليوم ضرورة حياة أو موت .. لا بد من تشجيع تلك الجماهير الغفيرة على الاستهلاك لتظل عجلة الإنتاج دائرة ..يحدث هذا عن طريق إقناعهم بحاجتهم إليها عن طريق مخاطبة غرائزهم البدائية وخلق احتياجات جديدة لهم .. اتساع السوق سمح بإنتاج هائل للسلع ولكنه في الوقت نفسه طبع الحضارة الأمريكية بالتماثل الرهيب في السلوك والتفكير وانتشار الموضات وخضوع المستهلك لحملات الدعاية والإعلان.وبدلا من الارتقاء بثقافة الرجل العادي لم تكف عن تملقه ببرامج الترفيه والفوز الرخيص في المسابقات التلفزيونية التافهة وقطع البرامج للإعلان عن السلع المراد تسويقها ..وإذا اضطر التلفزيون لتقديم برنامج جاد يستهدف النفع العام لا الربح أضطر لتقديمه بعد منتصف الليل .وأتساع السوق لم يؤد فقط لشيوع الثقافة الهابطة وإنما أصاب الثقافة الرفيعة في مقتل ..على سبيل المثال كانت مجلة الرسالة تطبع نحو ألفي نسخة في أربعينات القرن الماضي وبرغم ضآلة الكمية لم تصادف مشاكل إقتصادية ..ارتفع حجم السوق وزاد عدد القراء لكن الحجم النسبي للثقافة الجادة ظل ضئيلا وحينما ارتفع عبء النفقات على الجميع صار الاستمرار مستحيلا ..استطاعت المجلات السطحية الصمود فيما اغلقت مجلة الرسالة .انتشرت المسرحيات الهزلية التي لا تتطلب من المشاهد قدرات أكبر من الضحك على سقوط الممثل على وجهه أو ضرب ممثل لآخر على قفاه ..وانتشرت أفلام الإثارة التي تعتمد على تعرية الممثلة لجسمها أو الإشارات الجنسية المتكررة ..وظهرت صحافة الإثارة التي تحمل طابع التبسيط الشديد وهو التبسيط الملائم للجماهير الغفيرة بعد أن كانت تخاطب الصفوة من قبل ..ذلك أن الإنتاج الواسع هو عدو الثقافة الرفيعة لأنه يعتمد على الإستجابة لما يشترك فيه الناس جميعا : الغرائز .وحتى التلفزيون الذي كان مقصورا على طبقة صغيرة جدا وكانت برامجه أقل إثارة وأكثر إعتمادا على الإقناع ..فإنه حينما استطاعوا خفض نفقة انتاجه إلى مستوى جعله في متناول الجماهير الغفيرة ترتب على ذلك تغير طبيعة برامجه بحيث تصبح مناسبة لأذواق المشاهدين الجدد ..زحفت الإعلانات حتى صارت موضوعات البرامج تتحدد طبقا لما يريد أصحاب السلع عرضه من إعلانات ..شيء شبيه بإنتاج السلاح ..فبدلا من أن تنشب الحرب أولا ثم يجني منتجو السلاح أرباحهم أصبحوا يختلقون الحرب من أجل تصريف السلاح .أما بعد دخول عصر الأقمار الصناعية وتعدد جنسيات المشاهدين صار تسويق السلعة يعتمد على الغرائز التي يستجيب لها الإنسان بوصفه حيوانا !! ....................عصر الجماهير الغفيرة ..زمان كان الرجل يذهب للبقال فيشتري احتياجاته فقط وربما تذوق الجبن قبل شرائه ..واليوم جاء عصر السوبر ماركت الذي يضع سلة معدنية خبيثة تعتمد على ذلك النزوع الفطري لدى الإنسان لملء ما كان فارغا ..وكلما كان حجمها كبيرا دفعه ذلك لا شعوريا لشراء المزيد من السلع ..عدد لا نهائي من أصناف السلعة الواحدة يصيبه بالارتباك فيصبح فريسة سهلة لإغراء يقنعه أنه لو اشترى هذا الصنف كسب عدة جنيهات وبذلك يتحول الإنفاق - بالإيهام – إلى أدخار !!.يحكي أيضا عن الهاتف الذي كان نادرا ما يدق في بيت والده ..كانت المكالمات مقتضبة لتحقيق غرض محدد يتم بعدها إنهاء المكالمة فورا ..ولم يكن متصورا وقتها أن يستخدمه الصغار.. تغير الحال تدريجيا فأصبح يدق لمجرد التهنئة بالعيد أو السؤال عن الصحة أو لسؤال البنت المتزوجة عن الطريقة الصحيحة لصنع المحشي ..بعدها شاع استخدامه منذ منتصف الثمانينيات وجرت تغيرات جوهرية في صناعته ..فبدلا من ذلك الشيء الثقيل الثابت في مكانه كصخرة أصبح خفيف الوزن طويل السلك وربما لاسلكيا أيضا.. ترتب طبعا على شيوع استخدامه تغير مضمون المكالمات التلفونية نفسها بما يؤيد تلك المقولة " الأداة هي نفسها الرسالة ".ثم جاء عصر المحمول فامتد إلى شرائح اجتماعية أدنى في السلم الإجتماعي وصار يستخدم لا لهدف سوى أن يكون رمزا للصعود الاجتماعي ..والمشهد المؤذي لرجل يتكلم في الطريق العام بصوت مسموع ضاحكا وموبخا صار مألوفا لا يثير استغراب أحد ...................زمان كان التعرف على طبقتك الاجتماعية من ملابسك ميسورا بمجرد نظرة واحدة ..فرجال الطبقة الدنيا يرتدون الجلباب والنساء ترتدي " المنديل أبو أوية " .رجال الطبقة الوسطى يرتدون الزي الديني الإفرنجي مع الطربوش الأحمر. ملابس النساء سوداء وحتى البنات اللاتي لم يتزوجن بعد فملابسهن محدودة الألوان بعيدة كل البعد عن الألوان الزاهية .أما ملابس الطبقة العليا فكانت تتسم بعري لم يكن يخطر على بال الطبقتين الآخريين أن تفعله ..واليوم - في عصر الجماهير الغفيرة – ومع اختفاء الخياطة وانتشار صناعة الملابس الجاهزة ، وبرغم تزايد الفوارق بين الدخول أكثر مما كانت منذ خمسين عاما ، فإن هذه الفوارق الشاسعة لم تعد تظهر في نوع ما يرتديه الناس من ملابس ..ذلك أن الملابس مهما زاد ثمنها صارت عاجزة عن تمييز طبقة اجتماعية عن أخرى وصار ضروريا الاعتماد على أشياء أخرى أغلي بكثير للقيام بهذه الوظيفة ...............يتناول الكاتب ظاهرة اعياد الميلاد التي لم يحتفل بها ابوه قط وحتى أمه لم تكن تعرف ميلادها على وجه التحديد لأن واقعة الميلاد لم تكن بالأهمية التي لها اليوم فالمواليد كثيرون وكذلك المتوفون وحتى دخول المدرسة لم يكن يتطلب شهادة ميلاد كما هو الحادث اليوم ..وكان ممكنا الانتظار حتى يحتاج الرجل للتوظف فيلجأ إلى التسنين ( الذي هو نوع من التخمين ) .ملحوظة من جانبي : هذا الشيء الذي يحدث في النصف الأول من القرن العشرين ربما يفسر لنا التواريخ المتعددة والمتضاربة لعمر السيدة عائشة وقت زواج الرسول بها ما بين التاسعة والخامسة عشر .لم تكن أسرة جلال أمين فقيرة ولكن والداه كانا يحملان قيم مجتمع لا وقت لديه لسخافات أعياد الميلاد ..يقارن ذلك بما يحدث الآن حينما يحل يوم ميلاد الطفل فتنهال التهنئات منذ الصباح وتنفق النقود بغير حساب وتتدفق الهدايا التي لا حاجة له بأكثرها..كل هذا يعكس التطور الذي لحق بنظرتنا للأطفال الذين كانوا ينجبون بكثرة لضمان بقاء أكبر عدد منهم ( الذي هو بأمر الله طبعا ) وكان هناك إيمانا راسخا بالمشيئة الإلهية فالولد يولد ومعه قدره ـ صار الأطفال اليوم يحققون لوالديهم نفس الوظيفة التي تحققها المقتنيات فذهابه لمدرسة باهظة التكاليف دليل على القدرة المالية . تحول من الإفراط في الاستسلام للقدر وفقدان الثقة في التحكم في المستقبل إلى الإفراط في الثقة بهذه القدرة وتحدي ما لا يمكن فعلا تغييره .......................كانت السياحة في الماضي مقصورة على نسبة ضئيلة من الناس .. ابن بطوطة قام بالسياحة في القرن الرابع عشر من أقصى الطرف الغربي لأفريقيا إلى أقصى شرقي آسيا فاستغرق ذلك منه ثمانية وعشرين عاما .. كان السائح يتحمل المشقة ويتزوج خلال رحلته عدة مرات لأن وسائل النقل البطيئة فرضت عليه أن يقيم شهورا في كل بلد يصل إليه قبل الانتقال .. في هذه الظروف لم يكن ليقدم على السياحة إلا رجل مدفوع بحب شديد للاستطلاع..أما اليوم – في عصرالجماهير الغفيرة- ظهرت السياحة الجماهيرية بكل ما تعنيه من شراء التذكارات والتقاط الصور وتلويث البيئة معنويا بسبب هذا الاقتحام البالغ الجرأة لثقافات وعادات أهل البلد المجبرين على الصبر في سبيل لقمة العيش ..رغم أن لقمة العيش تلك كثيرا ما تكون مشكوكا فيها بعد انتشار الشركات المتعددة الجنسيات التي تحصل على الثمن مقدما وتملك الفندق الذي ينزل فيه السائح وترتب الزيارة فلا تكسب الدولة المضيفة أكثر من ثمن التاكسي الذي حمل السائح من المطار وإليه .......واختم هذا المقال بتلك الصورة الإنسانية المؤثرة لحادث احتراق قطار الصعيد عام 2002 ..ركاب الدرجة الثالثة الذين اعتادت وسائل الإعلام المصرية أن تتجاهلهم تجاهلا تاما باستثناء هذه المرة حيث بلغ حجم الكارثة ما جعل التجاهل مستحيلا ..القطار رقم 832 الذي يغادر القاهرة في الساعة 11 ونصف ليصل أسوان بعد رحلة طولها 16 ساعة ..كان ذلك في اليوم السابق لعطلة عيد الأضحى مباشرة ..كل عربة من عربات الدرحة الثالثة تحمل مقاعد تكفي لجلوس 96 شخصا لكن الواقع أنها تحمل أضعاف مضاعفة وحتى الممرات كانت مشغولة بالركاب الجالسين قرفصاء ..ونام آخرون على الرفوف المعدة لوضع الحقائب ..هناك أيضا البلطجية الذين يجبرون ركابها من الطبقات المدقعة على شراء مشروبات لا يريدونها و طعام لا يحتاجونه في ظل تواطئ المسئولين عن القطار ..كتل بشرية مكتظة فوق بعضها البعض التصقت أجسادهم هربا من البلطجية وحماية من البرد ..ولذلك حينما وقعت الواقعة وحدث الماس الكهربائي في العربة الأخيرة من القطار تحول لحريق هائل امتد بسرعة من حقيبة ملابس لحقيبة ملابس ومن راكب إلى راكب بسرعة مذهلة بسبب تكدس هذه الأجساد ..ولأن العباقرة عندنا في هيئة السكة الحديدة سدوا النوافذ بقضبان حديدية – رغم أنهم تسلموها بشبابيك قابلة للفتح والإغلاق – لم يستطع أغلب الركاب القفز من النوافذ ..وحتى هؤلاء الذين كانوا بقرب الباب واستطاعوا كسره للقفز من هذا الهول مات أكثرهم ( بعضهم دهمه قطار مسرع بعد إصابتهم بغيبوبة أثر الارتجاج في المخ ) ..بالطبع لم يكن هناك أي وسائل اتصال بين تلك العربات المنكوبة وبين سائق القطار الذي لم يدرك أن القطار مشتعل إلا بعد مسافة 18 كيلو عندما مر القطار بمنحنى فاستطاع مساعدة رؤية العربات الخلفية ..وكانت النهاية محتومة : تحول ركاب الدرجة الثالثة إلى كتلة بشرية واحدة لا فرق بين فرد وفرد..تحولت الجثث إلى أشلاء دون علامات مميزة ..وكان هناك مصيبة أكبر : هؤلاء المهمشون يعولون أسرا كثيرة العدد معدمة تماما ..ولذلك فالفاجعة لم تكن فقط عاطفية – إن كان ثمة ترف يسمح بهذا !!- بل كارثة مالية ..والتعويضات الهزيلة لا يمكن صرفها إلا تحرير شهادة الوفاة ..وشهادة الوفاة تحتاج للتعرف على الموتى الخاليين كلية من أي علامة مميزة ..والدولة متشككة كعادتها ، ضنينة على الفقراء كدأبها ..ربما قفز من الباب ونجا ..ربما لم يسافر أصلا ..اثبت – إذا استطعت – أنه كان من الهالكين !!.القاهرة – التي استحقت هذا الاسم بامتياز- لم تقدم لهؤلاء المهمشين – بعد الحرق - سوى الدفن الجماعي أما بالنسبة لأهل الميت فقد صارت الوفاة أرحم من محاولة اثباتها ..والشيء الوحيد الجدير بالذكر هنا أن الذي جعلهم يتحملون كل هذا الهول أنهم لم يتلقوا أبدا معاملة أفضل في سنين حياتهم الماضية !!. .........................ه
أستاذنا الفاضل جلال أمين .. ليس عندي في النهاية سوى أن أقول لك : امتعتنا واتعبتنا وشكرا لك في الحالتين

No comments: